تحسين الدخل رغم التحديات.. كيف تُسهم الهجرة في تعزيز الفرص الاقتصادية للشباب؟
تحسين الدخل رغم التحديات.. كيف تُسهم الهجرة في تعزيز الفرص الاقتصادية للشباب؟
أجرى مركز الهجرة المختلطة (MMC) دراسة شملت 1869 مقابلة مع مهاجرين شباب في مدن باماكو (517 مشاركًا)، وكوناكري (414 مشاركًا)، ونيامي (505 مشاركين)، وتونس (433 مشاركًا)، بهدف تحليل تأثير الهجرة على تحسين الظروف الاقتصادية للمهاجرين واندماجهم في أسواق العمل المختلفة، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها هؤلاء المهاجرون في رحلاتهم الاقتصادية.
ووفقا لبيان نشره المركز، وهو شبكة عالمية تعمل على جمع البيانات، اليوم الخميس، أظهرت النتائج أن الوصول إلى الفرص الاقتصادية يتحسن بشكل ملحوظ بعد انتقال المهاجرين إلى مدن أخرى.
وأشار 80% من المشاركين إلى أنهم حصلوا على دخل أثناء تنقلاتهم، مقارنة بـ62% قبل مغادرتهم بلادهم الأصلية، هذا التحسن الكبير يشير إلى أن الهجرة توفر فرصًا اقتصادية أفضل بالنسبة للكثير من الشباب مقارنة بمناطقهم الأصلية، ورغم هذا التحسن أشار 10% من المشاركين إلى أنهم لم يتمكنوا من العثور على عمل في المدن التي استُطلعت آراؤهم فيها، بينما ذكر 4% فقط أنهم لم يتمكنوا من الحصول على دخل بسبب استكمال دراستهم.
عقبات تواجه المهاجرين
رغم تحسن الوضع الاقتصادي للمهاجرين، ما زال العديد منهم يواجهون تحديات كبيرة في سوق العمل، وكانت العوائق الرئيسية أمام العثور على عمل تتمثل في قلة الفرص الوظيفية المتاحة، وقلة المعلومات حول فرص العمل.
أشار 42% من المشاركين إلى أن نقص العروض الوظيفية كان العائق الأكبر، بينما أشار 41% إلى قلة المعلومات عن الفرص المتوفرة، ومن جانب آخر، ذكر 16% من المهاجرين أن طول مدة الإقامة في المدينة يمثل عائقًا أمام قدرتهم على الحصول على عمل، كما أشار 10% إلى أنهم لم يتمكنوا من العثور على عمل بسبب عدم حصولهم على تصريح عمل، بينما أشار 6% إلى نقص المؤهلات المطلوبة.
العمل أثناء الرحلة
كان العمل جزءًا أساسيًا من رحلة المهاجرين، حيث يُعتبر وسيلة ضرورية لاستمرارهم في رحلتهم نحو وجهات جديدة، وأظهرت الدراسة أن 45% من المشاركين أوقفوا رحلتهم للعمل في إحدى المحطات أثناء التنقل، وبالنسبة لأولئك الذين غادروا بدون مال كافٍ، كان هذا الرقم أعلى بكثير، حيث وصل إلى 83%.
وأشار المهاجرون إلى أنهم كانوا مضطرين للعمل لتغطية تكاليف الرحلة، مما يعكس الوضع الصعب الذي يواجهونه في تأمين احتياجاتهم الأساسية.
تُظهر البيانات أن الخيارات الاقتصادية المتاحة للمهاجرين الشباب كانت محدودة، وأن أكثر من ثلثي المهاجرين الشباب (69%) عملوا في ثلاثة قطاعات رئيسية: الأعمال الصغيرة (39%)، والبناء (17%)، والعمل المنزلي (13%).
تعكس هذه النسب تركز فرص العمل في بعض القطاعات الاقتصادية المحدودة، وهو ما يعكس صعوبة الوصول إلى فرص متنوعة ومتوازنة، علاوة على ذلك، تواجه الشابات ظروفًا أكثر صعوبة، حيث تركزت فرص العمل المتاحة لهن في الأعمال الصغيرة أو في مجال الخدمة المنزلية.
النية في مواصلة الرحلة
ورغم الفرص الاقتصادية التي تحققت للمهاجرين في المدن التي تمت فيها المقابلات، عبر 89% من المشاركين عن رغبتهم في مواصلة الرحلة إلى وجهات أخرى، وأن الأمل في تحسين ظروفهم المعيشية العامة (50%)، والحصول على بيئة أكثر أمانًا (32%)، والتمتع بنظام ضمان اجتماعي (23%) من أبرز دوافعهم، كما أشار 81% منهم إلى أنهم يرغبون في مواصلة رحلتهم بغرض العثور على فرص اقتصادية أفضل.